عندما كنت طفلة صغيرة .. كانت لعبتي المفضلة بناء مدينة من الرمال ..
وقد أحطت مدينتي بأسوار مغلقة ، وزرعت بها أشجار وأزهار ..
وها أنا أقف عاجزة أمام أقفال مدينتي.. أبحث عن سبيل للتسلل إليها ..
ما الذي حل بها ياترى ؟؟ ..
هل مازالت تذكرني أم غربتنا الأزمان ؟؟ ..
وماذا عن زهرات الربيع هل حال الزمان بها خريفاً ، أم ما زالت تنتظر ندى دمعاتي ؟؟
لقد اشتقت إليها ..
لقد اشتقت إلى أحياءها ..وكل زاوية من زواياها ..
لقد شدني حنيني إلى أرضها التي لا يطؤها النسيان ..
فقد مللت بعدي عنها وغربتي ..وازداد عجزي .. فازدادت وحدتي ..
وفجأة ....
استعدت وقوفي بثبات كأشجاري الصنوبرية أمام أسواري المخفية ..
فالتقطت مفتاح عقلي .. وفتحت روح قلبي ..
فما عادت الأقفال هي الأقفال ..
ولا الأزهار هي الأزهار ..
ولا الأشجار هي الأشجار ..ولا الرمال ..
وفُتحت مدينتي المغلقة ...
ولكن
ماعادت طفولتي فيها ..